الثلاثاء، 6 مارس 2012

العواصف الترابية

تبدو حبات الرمال فى أعيننا صغيرة ،ولكن دعونا نرى ما تفعله تلك الحبيبات

هل لاحظت هذه الصورةفما هى الا حبات من الرمال ينقلها الهواءمن مكان الى آخر.
وتعرف هذه الظاهرة بالعواصف الترابية(الرملية) وهنا يتحول النهار إلى ليلويظلم كل شىء
تحدث هذه الظاهرة فى المناطق الجافة والصحراوية حيث تتوافر الرمال والرياح

لكن كيف تحدث هذه الظاهرة وما أسبابها؟

تحدث ظاهرة العواصف الرملية عادةً في المناطق التي تضم رمالاً جافاً كالصحراء، وحين تصل سرعة الرياح لحد معين (14.5 كيلومتر في الساعة) تكون كافية لإحداث اهتزازات لجزئيات الرمال لتبدأفي التقافز مع الرياح، ويختلف تأثير الرياح على حبيبات الرمال باختلاف حجمها، فتستطيع الرياح بسهولة حمل الجزئيات الصغيرة أما الكبيرة فتزحف مع الرياح على الأرض وتؤدي بزحفها ذاك لتطاير جزئيات أخرى!
لا تحدث العاصفة بشكلها المرعب بسبب التأثير الفيزيائي المباشر فقط، بل تؤدي حبيبات الرمال المحمولة جواً إلى توليد مجال من الطاقة الاستاتيكية التي تجذب مزيداً من الحبيبات، تماماً كما تفعل البالونة أحياناً حين تقربها من رأسك فتقوم بجذب شعيراتك.
وتكون المشاكل فى هذا النوع من العواصف انها تحدث فجأة دون تحذير فتصبح الرؤية مستحيلة
 
وأترككم ختاماً مع مقطع من مقدمة ابن خلدون يتحدث فيه فوائد عن هذه الظاهرة:
“ذكر أن الأرض بعد تقلب الفصول من فصل إلى فصل (أي من الشتاء إلى الصيف) تبدأ بلفظ أمراض وحشرات لو تركت لأهلكت العالم، فيرسل الله الغبار..
فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتلها..
وتتراوح حجم حبة الرمل بحسب الحشرة فبعضها صغير يدخل عيونها وبعضها يدخل أنوفها وبعضها في جوفها وبعضها في أذانها وتميتها . وأيضا تلفظ الأرض الأمراض بعد الرطوبة خلال فصل الشتاء. .فلا يقتلها ويبيدها إلا الغبار.
فسبحان من بيده التدبير وله الحكمة البالغة..”